Search

معيار الشفافية في بيئة العمل

تنعكس ثقافة الشفافية في المنظمات بشكلين، الأول هو طبيعة التواصل بين العاملين فيها و الثاني يكمن في تصميم مكان العمل المفتوح والذي يهدف بشكل أساسي لتحقيق تفاعل أفضل وتعاون أكثر بين الموظفين للوصول إلى نتائج أفضل في النهاية.

تعد هذه الثقافة سلا ذو حدين، فبالرغم العوائد الإيجابية التي تحققها في التواصل إلا أن بعض الدارسات مؤخرا أثبتت نتائج مغايرة خصوصا فيما يتعلق بالشكل الثاني أو ما يسمى ببيئات العمل المفتوحة حيث وجدت الدراسة أنه كلما زادت الرؤية، زادت استجابة الأفراد بشكل استراتيجي أكثر من شفاف وتعاوني مما أدى إلى انخفاض في نسبة الأداء الأداء من 10 -15%.

نتائج هذه الدراسات لا تتحدى قيمة مفهوم الشفافية في العمل، ولكن تشير ببساطة إلى السلبيات التي يمكن العمل على تحسينها، لأن وجود المدير مباشرة أمام الموظف، قد يؤثر على أداء الموظف بطرق سلبية. وجدت الدراسة أيضا أن إنشاء مناطق خصوصية للموظفين للأنشطة أو الراحة وخلافه لم تؤدي إلى التقصير أو التهرب من العمل بل زادت مناطق الخصوصية من الشفافية في التعاملات ومعها زاد التركيز على العمل والنهاية الإنتاجية.

أبرز سلبيات أماكن العمل المفتوحة:

  • فقدان الخصوصية والشعور بالإحباط كون الشخص يشعر بأن مراقب من قبل الآخرين.
  • فقدان فرصة التحسين والتعلم المستمر، فالخصوصية تعطي مجال أكبر للتجربة والتعلم للعثور على فرص للتحسين المستمر، ولتجنب الانحرافات التي قد تبعدنا عن التركيز على عملنا.
  • كثرة المشتتات والضوضاء في المكان، نظرا لانفتاح المكاتب على بعضها.

أبرز إيجابيات أماكن العمل المفتوحة:

  • تساعد على بناء بيئة عمل إيجابية ترتكز على الثقة
  • تساعد في عملية إدارة توقعات الموظفين وتحسين التواصل وتفادي سوء الفهم
  • تساعد زيادة معدل المعرفة والابتكار بين الاملين في المنشئة

في الختام، لا تزال مفارقة الشفافية قائمة، مما يشكل تحديًا أمام المنظمات لإيجاد التوازن بين الانفتاح وحماية المعلومات الحساسة. إن النجاح في اجتياز هذه المفارقة يتوقف على امتلاك الشركات فهماً شاملاً لظروفها الفردية وأصحاب المصلحة والتزاماتها التنظيمية.

بناء وتبني ثقافة الشفافية في بيئات العمل سواء في المكان أو حتى في التعاملات يعني أنه على القادة مواجهة نقاط ضعفهم وإعطاء الأولوية للتواصل المفتوح والصادق. بالإضافة إلى التفاعل والانخراط في الحوارات وعدم الخجل من المحادثات الصعبة أو الاختباء خلف الأبواب المغلقة عند تقديم الملاحظات التي تؤثر على أعضاء الفريق أو تدعمهم. ويتجاوز هذا الالتزام مجرد تبادل المعلومات؛ فهو يستلزم إنشاء بيئات عمل صحية حيث تتدفق المحادثات المباشرة وردود الفعل بحرية في اتجاهين لمعالجة الفرص بشكل تعاوني واستنباط أساليب مبتكرة.

:شارك المقال

سجل في القائمة البريدية